قدم النصر واحدة من أجمل مباريات الدوري أمام الاتحاد، وهزمه على أرضه في جدة على طريقة الكبار، وأكد (الفارس الأصفر) للمرة الثالثة على التوالي على أن نغمة الانتصارات المتوالية التي بدأت من البوابة الهلالية؛ مرورا بالقادسية في الدمام، وانتهاء بالاتحاد لم تكن مجرد نشوة، أو روح قتالية مفاجئة تظهر فقط في لقاءات الدربي الشهيرة، والتي ركز عليها كثيرون، وتناسوا حقيقة التطور الفني المذهل للنصر منذ لقائه التاريخي أمام الأهلي بجدة؛ حين حول خسارته بثلاثة أهداف إلى تعادل مثير لا أزال أظنه الإشارة الأولى لرحلة العودة المنتظرة والشاقة لمكانة النصر الطبيعية بين الأبطال. إن الحصول على تسع نقاط متتالية ست منها من الهلال والاتحاد خارج الأرض لا يمكن أن يقتنصها سوى الفرق الكبيرة التي تملك الفكر الإداري الجيد، وجهاز فني مقتدر، وفريق رائع يضم مواهب مميزة ضاعفت قوته، وساهم توفر البديل الناجح في الحفاظ على توازن الفريق خلال الأسابيع الأخيرة.
أما الاتحاد فلم يخسر المباراة، والنقاط الثلاث فحسب؛ بل خسر أمس كل شيء بمنظر لاعبيه الدوليين المخزي لجماهيره الكبيرة، والمؤسف لكل رياضي يرفض الخروج عن الروح الرياضية، وما قدمه أسامة المولد، وصالح الصقري، وأحمد حديد، وبوشروان من مناظر بشعة استهدفت أقدام المواهب النصراوية التي جاءت لتقديم المتعة الكروية، وإرضاء جماهيرها بتحقيق فوز مشروع؛ فلم يرقْ لهؤلاء الغاضبين المشحونين، الذين حولهم عجزهم عن مجاراة النصر في مستواه الفني إلى التوجه نحو الضرب المتعمد، والرفس المخيف، والركل المثير للشفقة على حال(العميد)، والشفقة على مواهب النصر السهلاوي والحارثي والأرجنتيني فيغاروا خوفا من تعرضهم لإصابات خطيرة؛ في ظل الهيجان غير المألوف في ملاعب الكرة السعودية؛ ليخرج المتابع عن مهمته الأساسية في متابعة الدقائق الأخيرة إلى دعة الخالق بأن يخرج اللاعبون من أرضية الميدان سالمين.